ثعاليبو و الدجاجة المنقطة
الثعلب يريد لحمًا
ثعاليبو يأكل حساء أوراق الشجر بدل من اللحم.
كان يا ما كان في قديم الزمان في غابة بعيدة مليئة بالحيوانات كان الثعلب الصغير ثعاليبو يعيش مع أمه في اطراف الغابة. كانت الأم العجوز قد أصابها الضعف و لم تعد تقدر على الخروج للصيد، فكانت تطعم صغيرها بدلًا من اللحم الحشائش و أوراق الشجر.
و في يوم من الأيام قال ثعاليبو لأمه "ماذا سنأكل اليوم يا أمي"
قالت الأمُ" أعددت لك حساء أوراق الشجر و قطعت بداخله بعض الحشائش اللذيذة"
قال ثعاليبو بغضب "كل يوم حساء، أريد لحمًا يا أمي، أريد لحمًا"
قالت الأم "أنا لم أعد أقدر على الصيد يا ثعاليبو و أنت لازلت صغيرًا"
ثعاليبو يخرج يصطاد
قال ثعاليبو بتذمر:" أنا لست صغيرًا، استطيع أن أصطاد، خرج ثعاليبو و توجه صوب الغابة ليصطاد و بينما هو يمشي إذا به يرى دجاجة منقطة تحمل سلة بها حبوب و تمشي ببطيء فأسرع نخوها يريد ان يصطادها فلما انتبهت له أسرعت تجري و هو خلفها حتى وصلت لمنزلها فدخلت بسرعة و أغلقت الباب خلفها. غضب ثعاليبو و ظل يطرق الباب و يقول لها "افتحي أيتها الدجاجة المنقطة، افتحي الباب".
لم تفتح الدجاجة المنقطة الباب فيئس و مشى. عاد ثعاليبو لأمه حزينًا و اخبرها بما حدث فضحكت منه و قالت: " يالك من غبي هل ظننت اننا نصطاد بالمطاردة و الطرق على الأبواب، إننا نصطاد بالحيلة."
قال ثعاليبو: " و كيف نصطاد. "
أخبرت الأم ثعاليبو ببعض الحيل لينفذها.
مكر الثعلب
و في اليوم التالي ذهب ثعاليبو إلى منزل الدجاجة المنقطة و طرق الباب و بعد قليل سمع صوتها من الداخل تقول" من بالباب ".
قال ثعاليبو :" أنا ثعاليبو".
قالت الدجاجة المنقطة :" ماذا تريد. "
قال ثعاليبو :"لقد كنت أُريد بالأمس أن أُسلم عليك و أعرض عليك صداقتي، و ألعب معكي".
قالت الدجاجة المنقطة :" حسنًا لكني لن أفتح لك الباب".
قال ثعاليبو "أنا موافق، ما رأيك لو نلعب معًا أنا في مكاني و أنتِ في مكانك ".
قالت له الدجاجة المنقطة :"انا موافقة ".
ضحك ثعاليبو بمكرٍ و قال" سأفعل حركاتٍ إن فعلتيها تفوزي و أُخبرك بمكان حقل واسع للبرسيم".
فرحت الدجاجة المنقطة و قالت" أنا سأفوز أنا سأفوز".
قال ثعاليبو بمكرٍ:" و لكن كيف أعرف أنك لا تخدعيني و تفعلي ما أفعله. "
قال الدجاجة :" لا تخاف أنا لا أخدعك ".
قال ثعاليبو :" ما رأيك لو تصعدي فوق سطح للدار كي أراكِ"
وافقت الدجاجة المنقطة و صعدت فوق السطح و أخذت تفعل ما يفعله ثعاليبو، ثعاليبو يقفز فتقفز الدجاجة المنقطة، ثعاليبو يلف يمينًا فتلف الدجاجة المنقطة يمينًا، ثعاليبو يلف يسارًا فتلف الدجاجة المنقطة يسارًا حتى شعرت بالتعب و داخت فسقطت من أعلى السطح و قد فقدت الوعي.
أسرع ثعاليبو و وضعها في مقطف لكنه لم يهتم بإغلاق المقطف جيدًا ثم أسرع إلى أمه مسرورًا.
و في الطريق شعر بالتعب فقال في نفسه "سأرتاح قليلًا ثم أكمل الطريق."
هروب الدجاجة
جلس ثعاليبو اسفل شجرة يستريح فأخذه النوم، استيقظت الدجاجة المنقطة فوجدت نفسها في المقطفو تذكرت ما جرى و شعرت بالخوف و أسرعت تخرج من المقطف و قبل أن تغادر وضعت حجارة ثقيلة في مكانها و فرت إلى منزلها.
استيقظ ثعاليبو و حمل المقطف فوجده ثقيلًا فقال بسعادة:" يا لها من دجاجة سمينة ستفرح أمي بها كثيرًا."
وصل ثعاليبو إلى المنزل ففتحت أمه العجوز فقال لها ثعاليبو بحماسة :"هل جهزت المياة المغلية لقد أحضرت لك دجاجة سمينة".
جزاء الثعلب
لم ينتظر ثعاليبو و اسرع نحو القدر الملئ بالماء المغلي و ألقى ما في المقطف فيه فتناثرت المياة في كل مكان و أصابت ثعاليبو فاحترق جلده فهرعت أمه العجوز تنقذه و احضرت له الطبيب فلما رآه قال:"سأكتب له مدى الحياة دواء أن يشرب كل يوم أوراق الشجر حساء و ألا يأكل اللحم أبدًا.
و هكذا أنتهت الحكاية.
كانت هذه حدوتة قبل النوم.
تعليقات
إرسال تعليق