عبدالله بن مسعود
الغلام المعلم كما قال له النبي صلى الله عليه وسلم، كان رضي الله عنه من السابقين الأولين للإسلام و أول من جهر بالقرآن.و عُرف بترجمان القرآن.
اسمه و نسبه
أبو عبد الرحمن عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن فار بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم إلى بني سعد بن هذيل بن مدركة زوجته أم عبد بنت عبد وُدّ بن سواءة الهُذلية حفيده حليفه عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة. كان رضي الله عنه ينسب الى أمه أحيانا فيقال: (ابن أم عبد)... وأم عبد كنية أمه -رضي الله عنهما-.
وصف عبد الله بن مسعود
وكان عبد الله بن مسعود نحيل الجسم و شديد السمرة وقصيراً، يكاد طوال الرجال يوازونه جلوساً وهو قائم، شديد السمرة، وكان جسمه صغيراً، خفيف اللحم، حتى أن الريح لتكفوه، وكان في ساقه دقة، أثارت ضحك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين أمر ابن مسعود أن يصعد شجرة الأراك فيأتيه بسواك منها، فنظر أصحابه إلى حموشة ساقيه، فضحكوا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما يضحككم؟، قالوا: من دقة ساقيه، فقال صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان من أحد.
قصة حياة عبد الله بن مسعود قبل الإسلام/أول لقاء بين عبد الله بن مسعود و النبي صلى الله عليه وسلم
كان عبد الله بن مسعود غلامًا يافعا يرعى غنمًا لعقبة بن أبي مُعَيْط، فجاء النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكـر فقالا: (يا غلام، هل عندك من لبن تسقينـا؟)،فقال عبد الله بن مسعود :(إني مؤتمـن ولست ساقيكما)... فقال النبـي -صلى الله عليه وسلم-: (هل عندك من شاة حائل، لم يَنْزُ عليها الفحل؟)... قال عبد الله بن مسعود (نعم)... فأتاهم به ، فاعتقلها النبي صلى الله عليه وسلم ومسح الضرع ودعا ربه فحفل الضرع، ثم أتاه أبو بكر بصخرة متقعّرة، فاحتلب فيها فشرب أبوبكر، ثم شربت ثم قال للضرع: (اقْلِص)... فقلص، فأتى النبي بعد ذلك فقال بن مسعود (علمني من هذا القول)... فقال صلى الله عليه وسلم : (إنك غلام مُعَلّم).
قصة إسلام عبد الله بن مسعود و حياته في الإسلام
كان عبدالله بن مسعود من السابقين في الاسلام، ويقول عن نفسه: "لقد رأيتني سادس ستة، وما على ظهر الأرض مسلم غيرنا". فهو سادس ستة دخلوا في الاسلام، وقد هاجر هجرة الحبشة وهجرة المدينة، وشهد بدرا والمشاهد مع الرسول -صلى الله عليه وسلم، وهو الذي أجهز على أبي جهل، ونَفَلَه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سيفَ أبي جهل حين أتاه برأسه.
عبد الله بن مسعود و حفظ القرآن
كان عبد الله بن مسعود من أحفظ الصحابة ، وقد كان يقول رضي الله عنه : (أخذت من فم رسـول اللـه -صلى اللـه عليه- سبعين سورة لا ينازعني فيها أحد)، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (استقرئـوا القرآن من أربعة من عبـدالله بن مسعود وسـالم مولى أبى حذيفة و أبي بن كعب و معاذ بن جبل)،كمـا كان يقول صلى الله عليه وسلم : (من أحب أن يسمع القرآن غضاً كما أُنزل فليسمعه من ابن أم عبد).
فقد أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- عبد الله بن مسعود أن يقرأ عليه فقال: (اقرأ علي)،قال بن مسعود : (يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أنزل؟، فقال -صلى اللـه عليه وسلم-: (إني أحب أن أسمعه من غيري)، قال ابن مسعود فقرأت عليه من سورة النسـاء حتى وصلت الى قوله تعالى: {فكَيْفَ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيدًا}، فقال له النبي -صلىالله عليه وسلـم-: (حسبـك)... قال ابن مسعود: (فالتفت اليه فاذا عيناه تذرفان).
و قيل لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (استخلفتَ)،فقال: (إنّي إنْ استخْلِفُ عليكم فعصيتم خليفتي عُذّبتُم، ولكم ما حدّثكم به حُذيفة فصدِّقوه، وما أقرأكم عبد الله بن مسعود فاقْرَؤُوه).
لماذا سمي عبد الله بن مسعود بصاحب نعلي رسول الله صلى الله عليه وسلم و سواكه /من هو صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم
و ذلك أن عبد الله بن مسعود ملازمًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم دائمًا، وكان صاحب نعليه، وكان يدخل على النبيِّ صلى الله عليه وسلم ويخدمه ويلزمه لا سيَّما في سفره، فعن ابْنِ عُتْبَةَ قَالَ: «كان عبد الله بن مسعود صاحب سواد رسول الله صلى الله عليه وسلم (يعني سره)، ووساده (يعني فراشه)، وسواكه ونعليه وطهوره؛ وهذا يكون في السفر».
و عن عبد الله بن شداد قال: «إنَّ عبد الله بن مسعود كان صاحب السواد والوساد والنعلين».
و عن القاسم بن عبد الرحمن قال: «كان عبد الله يُلْبِس رسول الله صلى الله عليه وسلم نعليه، ثم يمشي أمامه بالعصا حتى إذا أتى مجلسه نزع نعليه فأدخلهما في ذراعيه وأعطاه العصا، فإذا أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقوم ألبسه، ثم مشى بالعصا أمامه حتى يدخل الحجرة قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم».
جهر عبد الله بن مسعود بالقرآن
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: اجتمع يوما أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: والله ما سمعت قريش هذا القرآن يجهر لها به قط، فمن رجل يسمعهموه؟ فقال عبدالله بن مسعود: أنا، قالوا: انا نخشاهم عليك، انما نريد رجلا له عشيرة يمنعونه من القوم ان أرادوه قال: دعوني فإن الله يمنعني قال فغدا ابن مسعود حتى أتى المقام في الضحى، وقريش في أنديتها، حتى قام عند المقام ثم قرأ: «بسم الله الرحمن الرحيم» رافعا بها صوته «الرحمن علم القرآن» قال: ثم استقبلها يقرؤها قال: فتأملوه فجعلوا يقولون ماذا قال ابن ام معبد؟ قال: ثم قالوا: انه يتلو بنص ما جاء به محمد، فقاموا اليه، فجعلوا يضربونه في وجهه، وجعل يقرأ حتى بلغ منها ما شاء الله ان يبلغ ثم انصرف الى أصحابه، وقد اثروا في وجهه، فقالوا له: هذا الذي خشينا عليك، فقال: ما كان أعداء الله أهون علي منهم الآن، ولئن شئتم لأغادينهم بمثلها غدا، قالوا: لا حسبك، قد أسمعتهم ما يكرهون»
سبب نزول آية {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُم} إلى قوله {فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ}
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: كنت مستترًا بأستار الكعبة فجاء ثلاثة نفرٍ كثير شحم بطونهم قليل فقه قلوبهم قرشي وختناه ثقفيَّان -أو ثقفي وختناه قرشيَّان- فتكلَّموا بكلامٍ لم أفهمه، فقال أحدهم: أترون أنَّ الله يسمع كلامنا هذا؟ فقال الآخر: إنَّا إذا رفعنا أصواتنا سمعه وإذا لم نرفع أصواتنا لم يسمعه، فقال الآخر: إن سمع منه شيئًا سمعه كلَّه. فقال عبد الله: فذكرت ذلك للنبيِّ صلى الله عليه و سلم فأنزل الله: {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُم} إلى قوله {فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ}.
وصايا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه/ ما هو فضل الصلاة و ضرورة أدائها بوقتها ؟
عن الأسود وعلقمة قالا: أتينا عبد الله بن مسعود في داره، فقال: أصلَّى هؤلاء خلفكم. فقلنا: لا. قال: فقوموا فصلُّوا. فلم يأمرنا بأذانٍ ولا إقامة، وذهبنا لنقوم خلفه فأخذ بأيدينا فجعل أحدنا عن يمينه والآخر عن شماله، فلمَّا ركع وضعنا أيدينا على ركبنا، فضرب أيدينا وطبق بين كفيه ثم أدخلهما بين فخذيه، فلمَّا صلى قال: إنَّه ستكون عليكم أمراء يُؤخِّرون الصلاة عن ميقاتها ويخنقونها إلى شرق الموتى، فإذا رأيتموهم قد فعلوا ذلك فصلوا الصلاة لميقاتها واجعلوا صلاتكم معهم سبحة، وإذا كنتم ثلاثة فصلوا جميعًا، وإذا كنتم أكثر من ذلك فليؤمكم أحدكم، وإذا ركع أحدكم فليفرش ذراعيه على فخذيه وليجنأ وليُطبق بين كفيه، فلكأنِّي أنظر إلى اختلاف أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأراهم.
وعن عبد الله بن مسعود قال: من سرَّه أن يَلْقَى الله غدًا مسلمًا فليُحافظ على هؤلاء الصلوات حيث يُنادى بهنَّ؛ فإنَّ الله شرع لنبيِّكم -صلى الله عليه وسلم- سنن الهدى، وإنَّهنَّ من سنن الهدى، ولو أنَّكم صلَّيتم في بيوتكم كما يُصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سُنَّة نبيِّكم، ولو تركتم سُنَّة نبيِّكم لضللتم، وما من رجلٍ يتطهَّر فيُحسن الطهور ثم يعمد إلى مسجدٍ من هذه المساجد إلَّا كتب الله له بكلِّ خطوةٍ يخطوها حسنة، ويرفعه بها درجة، ويحطُّ عنه بها سيِّئة، ولقد رأيتنا وما يتخلَّف عنها إلَّا منافقٌ معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يُؤْتَى به يُهادى بين الرجلين حتى يُقام في الصف.
عبد الله بن مسعود و الإفتاء /ما هو مذهب عبد الله بن مسعود الفقهي.
اثنى صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم على فقه عبد الله بن مسعود وعلمه بالفتيا، فقال علي بن أبي طالب عنه: «عَلَمُ القرآن والسنة»، وأوصى معاذ بن جبل أصحابه في مرض موته، فقال: «التمسوا العلم عند أربعة عند عويمر أبي الدرداء وعند سلمان الفارسي وعند عبد الله بن مسعود وعند عبد الله بن سلام» وقد استُفتي أبي موسى الأشعري يومًا في شيء من الفرائض، فغلط، وخالفه ابن مسعود، فقال أبو موسى: «لا تسألوني عن شيء ما دام هذا الحبر بين أظهركم»، كما ذكر علقمة بن قيس النخعي أنه قدم الشام، فلقي أبا الدرداء، فسأله فقال: «تسألوني وفيكم عبد الله بن مسعود؟»، وقد عدّ ابن قيم الجوزية عبد الله بن مسعود واحدًا من المُكثرين من الصحابة في الفُتيا،وقد أخذ عن عبد الله علمه بالفقه والفتيا من التابعين علقمة بن قيس النخعي والأسود بن يزيد النخعي وشريح بن الحارث القاضي وعبيدة بن عمرو السلماني والحارث بن عبد الله الأعور، ونشروا فتواه وآرائه، حتى قال الشعبي: «ما كان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أفقه صاحاً من عبد الله بن مسعود».
أما مذهب عبد الله بن مسعود الفقهي، فقد كان ينحى منحى عمر بن الخطاب في الفقه بالإفتاء بالرأي حيث لا نص، وقد سار على هذا النهج في فترة قضائه بالكوفة، فلا يكاد يخالف عمر في شيء من آرائه،وهو ما يأيده قول الشعبي: «ثلاثة يستفتي بعضهم من بعض، فكان عمر وعبد الله وزيد بن ثابت يستفتي بعضهم من بعض، وكان علي وأبي بن كعب وأبو موسى الأشعري يستفتي بعضهم من بعض».
موقف عبد الله بن مسعود من جمع القرآن /أحداث جمع القرآن بمصحف واحد.
لمـَّا أمر الخليفة الأوَّل أبو بكر الصديق بنسخ المصاحف وجمع القرآن، وجعل ذلك لـ زيد بن ثابت، كره ابن مسعود ذلك، وقال: "يا معشر المسلمين! أُعزل عن نسخ المصاحف، ويولَّاها رجل، والله لقد أسلمت، وإنَّه لفي صلب أبيه كافر". يقصد زيد بن ثابت، وقال: "لقد قرأتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة»، وإنَّ زيد بن ثابت لصاحب ذؤابة يلعب مع الغلمان".
ولمـَّا طلب عثمان بن عفان رضي الله عنه من زيد بن ثابت كتابة مصحفه وحرق ما دونه من نسخ، قال: «قد علم أصحاب محمد أنِّي أعلمهم بكتاب الله، وما أنا بخيرهم، ولو أعلم أحدًا أعلم بكتاب الله منِّي تبلغنيه الإبل لأتيته».
قال الذهبي: إنَّما شقَّ ذلك على ابن مسعود؛ لكون عثمان ما قدَّمه على كتابة المصحف، وقدَّم في ذلك من يصلح أن يكون ولده، وإنَّما عَدَل عنه عثمان لغيبته عنه بالكوفة، ولأنَّ زيدًا كان يكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم إنَّ زيدًا هو الذي ندبه الصدِّيق لكتابة المصحف وجمع القرآن، وقد ورد أنَّ ابن مسعود رَضِيَ وتابع عثمان.
منزلة عبد الله بن مسعود من الرسول صلى الله عليه وسلم
حظي ابن مسعود بمنزلة عالية عند الرسول صلى الله عليه وسلم فقد أولاه ثقته، فقال يومًا: «لو كنت مؤمّرًا أحدًا عن غير مشورة، لأمرت عليهم ابن أم عبد»، كما عاتب الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه يومًا حين أمر ابن مسعود بصعود شجرة يأتيه منها بشيء، فضحكوا من نحافة ساقيه، فقال النبي محمد: «ما تضحكون؟ لرجل عبد الله أثقل في الميزان يوم القيامة من أُحد».
و قد شهد بعض الصحابة على منزلة ابن مسعود من الرسول، فقد روى حذيفة بن اليمان قول النبي: «اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر، واهتدوا بهدي عمار، وتمسكوا بعهد ابن أم عبد»، كما قيل عمرو بن العاص في مرض موته، وقد أصابه الهمّ: «قد كان رسول الله يُدنيك ويُستعملك»، فقال: «والله ما أدري ما كان ذاك منه، أحُب أو كان يتألفني، ولكن أشهد على رجلين أنه مات وهو يحبهما ابن أم عبد وابن سمية.
كما روى أبو الدرداء الأنصاري أن النبي صلى الله عليه خطب خطبة خفيفة، فلما فرغ من خطبته أمر أبا بكر، فقام فخطب، فقصّر دون النبي ثم أمر عمر، فقام فخطب، فقصّر دون أبي بكر، ثم نادى آخر فقام فخطب، فشقق القول،فقال له النبي محمد: «اسكت أو اجلس، فإن التشقيق من الشيطان، وإن البيان من السحر»، ثم قال: «يا ابن أم عبد، قم فاخطب»، فقام، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: «أيها الناس، إن الله - عز وجل - ربنا، وإن الإسلام ديننا، وإن القرآن إمامنا، وإن البيت قبلتنا، وإن هذا نبينا - وأومأ إلى النبي - رضينا ما رضي الله لنا ورسوله، وكرهنا ما كره الله لنا ورسوله، والسلام عليكم»، فقال النبي محمد: «أصاب ابن أم عبد وصدق، رضيت بما رضي الله لأمتي وابن أم عبد، وكرهت ما كره الله لأمتي وابن أم عبد»
وعن الأسود بن يزيد قال: سمعت أبا موسى الأشعري رضي الله عنه يقول: قدمت أنا وأخي من اليمن فمكثنا حينًا ما نرى إلَّا أنَّ عبد الله بن مسعود رجلٌ من أهل بيت النبيِّ صلى الله عليه وسلم لِمَا نرى من دخوله ودخول أمِّه على النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
وفاة عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
لما مرض عبد اللَّه بن مسعود رضي الله عنه عاده عثمان بن عفان رضي الله عنه فقال: ما تشتكي؟ قال: ذنوبي. قال: فما تشتهي؟ قال: رحمة اللَّه. قال: ألا آمر لك بطبيب؟ قال: الطبيب أمرضني. قال: ألا آمر لك بعطاء؟ قال: لا حاجة لي فيه. قال: يكون لبناتك. قال: أتخشى على بناتي الفقر؟ إني أمرت بناتي أن يقرأن كل ليلة سورة الواقعة، إني سمعت رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ يقول:(من قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة أبدًا)
و قد توفي رضي الله عنه في المدينة و دفن بالبقيع عند قبر عثمان بن مظعون كما أوصى وهو ابن بضع وستين سنة وقيل إنه ترك تسعين ألف درهم.
ماشاءالله جميل
ردحذف