الصحابي جليبيب رضي الله عنه
هو الذي الصحابي الذي كان ساعدي النبي له سريرًا حتى وُري الثرى، زوّجه النبي صلى الله عليه وسلم و لما خرجوا غُزاه أفتقده و بحث عنه فوجده صريعًا حوله عدد من المشركين فتك بهم قبل أن يستشهد فقال النبي انه منه و كررها ثلاثة فيا لها من مكرمه.
أسمه و نسبه
لم يُعرف له نسب فهو معروف بإسم جليبيب و أنه كان من بني ثعلبة حلفاء الأنصار.
صفته
كان جليبيب رضي الله عنه دميم الخلقة، أسود البشرة، افطس الأنف، قصير القامة، لكنه حسن الخلق، وكانت فيه دعابة. و كان فقيرًا، لم يرضى بيت من بيوت المسلمين تزويجه لدمامته و فقره لكنه رغم ذلك كان غني بإيمانه و حبه لله و رسوله.
قصة زواج جليبيب رضي الله عنه
و يروي لنا قصة زواج جليبيب رضي الله عنه عن أبي برزة الأسلمي فيقول: “إن جليبيب كان امرءًا يدخل على النساء يمازحهن ويلاعبهن” قال أهل العلم: والمراد بالملاعبة هنا “الحديث معهن والدخول عليهن قبل الأمر بالحجاب”، فقلت لامرأتي: “لا تدخلن عليكن جليبيب؛ فإنه إن دخل عليكن لأفعلن وأفعلن”، وقد كانت الأنصار إذا كان لأحدهم أَيم (يعني أرملة او مطلقة) لم يزوجها حتى يعلم، هل للنبي -صلى الله عليه وسلم- فيها حاجة أم لا، ومرة كان جليبيب يجلس عند النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال له: “أأزوجك يا جليبيب؟” فاستغرب من قول النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقال: من يزوجني يا رسول الله بحال المعسر وغير القادر، ومن يعرف قدره عند الناس، لكنه لم يكن يعرف قدره عند من هدى الله به الناس، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- لرجل من الأنصار: “زوجني ابنتك“ قال: نعم وكرامة يا رسول الله ونعمة عين، فقال صلى الله عليه وسلم: “إني لست أريدها لنفسي“ قال: فلمن؟ قال صلى الله عليه وسلم : “لجليبيب“ فقال: يا رسول الله أشاور أمها؟ فأتى أمها، فقال: رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخطب ابنتك، فقالت: نعم، ونعمة عين، فقال: إنه ليس يخطبها لنفسه؛ إنما يخطبها لجليبيب، فقالت: أجليبيب أينه؟ أجليبيب أينه؟ (يعني بعدا على جليبيب) ألا لعمر الله لا نزوجه، فلما أراد أن يقوم ليأتي رسول الله فيخبره بما قالت أمها، قالت الجارية (يقصد البنت المخطوبة): من خطبني إليكم؟ فأخبرتها أمها؛ قالت بحال المؤمنة الراضية بما قسم الله لها، وطاعة لله ولرسوله: أتردون على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمره؟ ادفعوني إليه؛ فإنه لن يضيعني، فانطلق أبوها إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقام أبوها إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: شأنك بها فزوجها جليبيبا، ودعا لها النبي -صلى الله عليه وسلم-.
داعي الله /نداء الجهاد
وبينما الرجل في خضم فرحته بالزواج الذي كان يظن أنه لن يطاله، وبين يديه امرأة حلم بضمها إليه لتكون عفافه وسكنه، نادى مناد الجهاد في سبيل الله، ففز جليبيب يريد ما عند الله، قال: “فخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غزوة له، وجليبيب معه، فلما أفاء الله عليه” يعني نصره الله في المعركة، قال لأصحابه -رضي الله عنهم-: “هل تفقدون من أحد؟” قالوا: نفقد فلانا ونفقد فلانا، قال صلى الله عليه وسلم: “انظروا هل تفقدون من أحد؟”، قالوا: لا، قال صلى الله عليه وسلم: “لكنني أفقد جليبيبا، فاطلبوه في القتلى“، يعني ابحثوا عنه بين القتلى، فطلبوه فوجدوه إلى جنب سبعة قد قتلهم ثم قتلوه، فقالوا: يا رسول الله ها هو ذا قد قتلهم ثم قتلوه، فأتاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقام عليه، فقال: “قتل سبعة وقتلوه، هذا مني وأنا منه، هذا مني وأنا منه“ مرتين، أو ثلاثا، ثم اشاح بوجهه صلي الله عليه وسلم يميناً ثَ قال لأصحابه أتدرون لِم اشحت بوجهي يمينًا؟ قال الصحابة لِم يا رسول الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم و الله رأيت زوجاته من الحور العين يتسابقن إلى احتضانه، و أعرفه رجلًا غيور فاشحت بوجهي حتى لا يغار.
ثم تربع النبي صلى الله عليه وسلم جالسًا بجانب جسد جليبيب و وضعه على ساعديه ثم أمر الصحابة أن يحفروا له قبره. فما كان لجسد جليبيب سرير غير ساعدي النبي صلى الله عليه وسلم.
زوجة جليبيب رضي الله عنهما
لم يعرف لها اسم رضي الله عنها لكن قيل انها من بني الحارث من الأنصار، زوجها النبي صلى الله عليه وسلم لجليبيب الذي كان معروفًا بدمامته فقالت لابويها إن رسول الله لن يضيعني فدعا لها النبي صلى الله عليه وسلم قائلًا "اللهم صب عليها الخير صبَا و لا تجعل عيشها كدًا كدًا". ، فلما استشهد جليبيب تسابق أغنياء الصحابة في خطبتها و ما كانت امرأة ثيب أنفق منها، أي بذل لها مهر.
بارك الله فيكم ونفع بكم الأمه الاسلاميه
ردحذف