الأصدقاء الثلاثة
كان يا ما كان في قديم الزمان في غابة بعيدة مليئة بالحيوانات، عاش فيل و زرافة و دُب حياة سعيدة آمنة.
يخرج الدب كل يوم فيصطاد من البحيرة بعض الأسماك و يضعها في سلته و يعود للبيت يُعد طعامًا شهيًا ثم يأكل نصفه و النصف الآخر يتركه و يخرج ليلعب مع صديقته الزرافة و صديقه الفيل و يعود ليأكل الباقي و ينام و هكذا كل يوم.
و الفيل الضخم الطيب يخرج صباحًا فيقطع أوراق الشجر و الخضروات و يضعهم في سلته و يعود لبيته و يطبخ حساءًا لذيذًا يتناول نصفه و يترك الباقي للعشاء و يخرج ليلعب مع صديقه الدب و صديقته الزرافه ثم يعود ليأكل عشاءه و ينام.
و الزرافة تخرج في صبيحة كل يوم لتُحضر ثمار الفاكهة و تعود للبيت فتعد فطائر لذيذة تأكل نصفها و تترك الباقي للعشاء و تخرج لتلعب مع صديقها الفيل و صديقها الدب و تعود لتناول العشاء و تنام.
و في يوم من الأيام تقابل الأصدقاء الثلاثة و كانوا حزينين و لا يقدرون على اللعب، سأل الفيل الدب و الزرافة :"لماذا يبدو عليكما الحزن يا اصدقائي"
قالت الزرافة :"انني كل يوم أرجع بعد ما ننتهي من اللعب و ابحث عن طعام عشائي فلا أجده و لا اعرف من الذي يسرقه و أنام جائعة"
قال الفيل "و أنا يحدث معي ذلك "، و قال الدب:"و أنا و أنا"
قالت الزرافة :"علينا أن نراقب بيوتنا لنعرف من يتسلل و يأكل طعامنا "
اتفق الأصدقاء الثلاثة على مراقبة بيوتهم ليعرفوا السارق.
و في اليوم الثالث بعد ان انتهو من طعام الغذاء خرجوا كما تعودوا لكن هذه المرة اختبؤا قريبًا من بيوتهم ليراقبوا ما سيحدث.
الثعلب السارق
و بعد قليل ظهر ثعلب من بعيد و كان في يده سلة و اقترب من منزل الدب و دخل من الشباك و بعد قليل خرج و مشى حتى وصل لمنزل الزرافة فدخل من الشباك و خرج بعد قليل ثم مشي قليلاً حتى وصل لمنزل الفيل فدخله ثم خرج بعد قليل و مشى فتتبعه الأصدقاء الثلاثة حتى وصل إلى شجرة كبيرة و جلس تحتها و اخرج الطعام الذي سرقه من السله و بدأ في تناوله، والأصدقاء الثلاثة يراقبوه في غيظ و سمعوه يقول في نفسه :"هذا الطعام المجاني لذيذ جدًا، لا اتعب في الحصول عليه و لا احتاج لحيلة لاصطاده، طعام جاهز ينتظرني كل يوم"
غادر الأصدقاء الثلاثة المكان و كانوا غضبانين و قرروا أن يفكروا في حيلة يعاقبوا الثعلب على سرقته لطعامهم، و بعد تفكير طويل قال الفيل :"وجدتها، عندي فكرة سأُلقن بها هذا السارق درسًا لن ينساه و لن يفكر بعدها في ان يسرق طعام الآخرين"
قالت الزرافة :"و كيف ذلك"
خطة القبض على السارق
قام الفيل برسم خريطة و كتب عليها خريطة الكنز، و كتب فيها ان هناك كنز و أن من يريده سيجده في أعلى شجره في الغابة.
اعطى الفيل صديقه الدب الخريطة ليضعها بجانب الطعام ليعثر عليها الثعلب بسهولة ثم اختبأ الأصدقاء الثلاثة وانتظروا قدوم الثعلب و بعد قليل ظهر الثعلب و دخل بيت الدب و قبل ان يسرق الطعام انتبه للخريطة مكتوب فيها أن هناك كنز على أعلى شجرة في الغابة، قال في نفسه :"كنز، أنا اريد الكنز، سيجعلني هذا الكنز غني و سأكل طول حياتي بلا مجهود و لا عمل"
اسرع الثعلب و غادر منزل الدب و بدأ يبحث عن أعلى شجرة في الغابة و ظل يصعد على الأشجار و كلما صعد على شجرة اكتشف ان هناك شجرة أعلى منها، بدأ الثعلب يشعر بالتعب و ييأس لكن طمعه جعله يستمر في الصعود على الأشجار حتى يصل لأعلى شجرة و بالفعل بعد وقتٍ طويل وجد أعلى شجرة في الغابة و هناك وجد خريطة أخرى مكتوب فيها أن من اراد الكنز يجده في الكهف الذي هو في آخر الغابة.
اسرع الثعلب و نزل من على الشجرة ليصل بسرعة للكهف الذي في آخر الغابة، جرى الثعلب مسافة طويلة حتى وصل إلى الكهف و دخله بسرعه ليبحث عن الكنز و لكنه وجد خريطة أخرى مكتوب فيها ان من اراد الكنز يجده في البئر الذي يوجد في اول الغابة.
عاقبة الطمع
اسرع الثعلب ليصل إلى البئر الذي في اول الغابة ليحصل على الكنز و بعد مسافة طويلة وصل الثعلب إلى البئر و بدون ان يُفكر ألقى بنفسه فيه و ظل يبحث عن الكنز لكنه وجد ورقة مكتوب فيها انظر لأعلى، نظر الثعلب لأعلى فوجد الفيل و الزرافة و الدب يضحكون و يقولون له :"يا سارق يا طماع، تريد ان تأكل الطعام دون أن تتعب، حسنًا هذا عقابك ستظل هنا و حاول أن تفكر في طريقة لتُخرج نفسك من البئر".
و غادر الأصدقاء الثلاثة و هم يضحكون و الثعلب ينادي يطلب المساعدة.
و هكذا انتهت الحكاية.
تعليقات
إرسال تعليق