الأخوة الثلاثة يعيشون لوحدهم
كان يا ما كان في قديم الزمان في مدينةٍ بعيدة على أطرافِ الغابة المخيفة، عاش ثلاث إخوة ولدان و بنت في منزلٍ صغيرٍ بعد وفاة أبيهما و أُمهما. الأخ الأكبر أسمه ضياء و الأخ الأوسط أسمه ضي و الأخت الصغيرة أسمها نور.
كان ضياء و ضي يخرجان كل صباح ليذهبا إلى مزرعتهم التي في آخر الغابة ليقوما بحرث الأرض و بذر الحب و ريه و متابعته، أما أختهما نور ففي وقت الغداء تأتي و معها من الطعام ما يكفيهما ليس قليل و لا كثير فيأكل الثلاثة ثم يعودوا لمنزلهم معًا.
الأخت الصغيرة لم تأتي في الموعد
و في يوم من الأيام ذهب الأخوان ضياء وضي إلى مزرعتهم و في وقت الغداء انتظرا أختهما فلم تأتي ظن الأخوان ان النوم قد غلبها فلم تنتبه للوقت. قررا ان يرجعا إلى البيت.
أختفاء الأخت الصغيرة
و لما وصلا إلى البيت بحثا عن أختهما نور فلم يجداها في أي مكان. شعرا الأخوان بالخوف و قال الأخ الأكبر ضياء :"لعل اختنا نور قد ضلت الطريق"
قال ضي :"او قد تكون قد ظهر لها حيوان مفترس فأذاها و هي الآن تحتاج مساعدتنا".
رحلة البحث عن الأخت الصغيرة
قرر الأخوان الخروج للبحث عن اختهما الصغيرة نور، و بينما هما في طريقهما عبر الغابة المخيفة وجدا سيدة عجوز تحاول ان تحمل جرتان مليئتان بالمياة فاسرع ضي و ضياء ليحملاها عنها فقالت لهما :" يا لكما من ولدان طيبان سأُكافئكما " أخرجت العجوز من جيبها حبة فول و صخرة صغيرة ثم قالت "من منكما يأخذ حبة الفول السحرية إنها أخر حبة فول سحرية في الغابة كلها إذا زرعتها في الأرض بحب ستصل إلى السماء"
قال ضياء اعطيها لأخي ضي فهو يستحقها، ضحكت العجوز و اعطت حبة الفول لضي ثم قالت :" إنك طيب جدًا و قلبك به حب كثير، هذه الصخرة الصغيرة هي مكافأتك و إن مقدار الحب الذي بقلبك سيجعل هذه الصخرة تلين و تملأ قلبك بالسعادة مرة اخرى "
وضع ضياء الصخرة في جيبه و اخذ ضي الحبة و مضى في طريقه مع اخيه فقابلا رجُلًا عجوزًا يجلس في ظل شجرة فأقتربا منه و قال له ضي :"يا عم هل رأيت بنت صغيرة ضفائرها ذهبية و طويلة ".
قال العجوز :" لم أراها و لكن قد أعرف مكانها "
قال ضي بسرعة :"أين هي"
قال العجوز :"سأُخبركما لكن على شرط ان تُنفذا لي طلب واحد فقط".
قال ضياء :"حسنًا اخبرنا أين هي"
العملاق اخذ الأخت الصغيرة
قال العجوز :" لقد أخذها العملاق ذو العين الواحدة "
ظهر الخوف على وجه الأخوان فقال العجوز :"سأُساعدكما في استرداد اختكما و هنا سيأتي عليكما الدور لتُحققا لي طلبي، لقد أخذ العملاق قطي و أنا أحبه و لا أريد العودة لبيتي بدونه، أعيدو لي قطي "
وافق الأخوان فقال العجوز و هو يُشير إلى سحابة بعيدة :"إن منزل العملاق فوق هذه السحابة، و إن نقطة ضغفه هو قلبه و قد عاقبته أمه فأخذت قلبه و تركته يعيش وحده بلا قلب فوق السحابه "
قال ضياء :" حسنًا سنذهب الآن و نعِدك أن نُرجع لك قطتك ".
الأخوان يُحررا الأخت الصغيرة
مضى الاخوان في طريقهما حتي بلغا مكان السحابة، فأخرج ضي حبة الفول فلما وضعها في الأرض تشققت و انبتت شجرة عالية بلغت السحاب، صعدا ضي و ضياء الشجرة حتى وصلا إلى السحابة فوجدا نفسهما في منزل العملاق الذي كان نائمًا و وجدا أختهما في قفص و معها قط صغير، اسرع ضي و ضياء نحو اختهما فلما رأتهما فرحت، فتح ضياء القفص و اخرج أخته و القط الصغير و اسرعا ليهبطا مرة آخرى على الأرض لكن العملاق استيقظ و كان غاضبًا جدًا و بدأ يطاردهما، جرى ضي و ضياء و نور التي كانت تحمل القطة حتى وصلا إلى الشجرة. قال ضياء لنور :"هيا انزلي بسرعة"
نزلت نور فقال ضياء لضي :"انزل و انا بعدك"
الصداقة بين ضياء و العملاق
نزل ضي وكان العملاق قد أقترب من ضياء فتذكر ضياء الصخرة الصغيرة و اخرجها من جيبه و القاها في عين العملاق ليؤخره حتى يستطيع الهروب و فجأة جلس العملاق على الأرض و قد ذهب عنه الغضب فتعجب ضياء فإذا بالعملاق يقول :" شكرًا لك لقد أعدت إلى قلبي الذي عاقبتني امي وأخذته مني لأني كنت اغضب كثيرًا"
قال ضياء :"لماذا اخذت أختي و القطة"
قال العملاق :"أنا أشعر بالوحدة و كنت أريد أن يكون لي أصدقاء "
قال ضياء :" ما رأيك لو تأتي لتعيش معنا و تساعدني أنا وأخي في مزرعتنا"
فرح العملاق و وافق على عرض ضياء و نزل هو الآخر من فوق السحابة و عاش في منزل الأخوة و الثلاثة و عاش الجميع في سعادة.
و هكذا انتهت الحكاية.
تعليقات
إرسال تعليق