ساعة و فأر في منزل العجوز
يُحكى أن في منزل رجلٌ عجوز كان هناك ساعة مُعلقة على الحائط، ساعة مظبوطة تمشي بحساب، كل ثانية و كل دقيقة و كل ساعة بحساب و كان العجوز يؤنسه صوت دقاتها.
و أيضًا في منزل العجوز عاش فأر فرفور مغرور كان ينتظر قدوم الليل لينام الرجل العجوز فيخرج من جحره و يقفز في كل مكان. انتبه الفأر المغرور للساعة و سمع صوت دقاتها فقفز و وقف على الحائط و قال لها "أيتها الساعة المعلقة على الحائط، ألا يمكنك فعل اي شيء سوى الدق، تك تك في كل ثانية و كل دقيقة و كل ساعة اسمع صوت دقاتك و انت في مكانك، من يوم اتيت إلى هنا و أنت لا تفعلين شيء سوا الدق، أما أنا فاقفز هنا و هنا و افعل ما أشاء"
غضبت الساعة و قالت "ماذا تقصد أيها الفأر المغرور، أتظن أنني لا يمكنني أن أتغير و أفعل ما أشاء و أنا مكاني على الحائط"
قال الفأر متحديًا :" و ما الذي ستفعلينه دون أن تتحركي من على الحائط".
الساعة العنيدة
قالت الساعة بغيظ :" لن أدق كل ثانية و لا كل دقيقة و لا كل ساعة، سأمشي على مهلي تارة و أجري أُسابق عقاربي تارةً أخرى، انظر لترى "
بدأت الساعة تدق دقات غير منتظمة، تتحرك عقاربها تارة بسرعة و تارة ببطء، و الساعة تقول للفأر بتحدي :" أرأيت لقد فعلت شيئاً لم افعله من قبل وأنا هنا في مكاني على الحائط و أستطيع أن أفعل شيئًا جديدًا و أُغير في دقاتي و أنا في مكاني "
الساعة لم تعد مظبوطة
و استيقظ الرجل العجوز فأختبأ الفأر بسرعة، تعجب العجوز من الساعة فهي لم تعد مظبوطة و تدق بسرعة تارة و ببطأ تارة اخرى و لم يعد الرجل العجوز قادر على معرفة الوقت الحقيقي و لا يمكنه ضبط مواعيده. أما الساعة فظلت تردد بغرور :" انا صحيح ليس لي اقدام و لا أستطيع أن أُغير مكاني، لكن يمكنني أن أتغير و اغير في دقاتي و حركاتي، فعقاربي يمكنها أن تجري بسرعة أو تمشي ببطأ و بإمكاني أن أدق دقة كل ثانية او كل ثانيتين أو حتى كل ساعة أو ساعتين".
و العجوز قرر أن يأخذ الساعة إلى الساعاتي ليُصلحها و غادر العجوز و ذهب إلى الساعاتي و خرج الفار المغرور من جحره و يظل يقفز في سعادة و يقول :" لقد تخلصت من الساعة المزعجة و لن أسمع دقاتها مرة أخرى، أنني ذكي "
الساعاتي يفشل في إصلاح الساعة
و في منزل الساعاتي ظلت الساعة تُحرك عقاربها مرة بسرعة و مرة ببطء و الساعاتي محتار لا يدري لماذا تتحرك الساعة هكذا، و العجوز يقول :"لقد كانت ساعتي مظبوطة تمشي بحساب و تدق بحساب و كنت أُحب ان اسمع دقاتها "
و الساعاتي يقول :" لا أرى فيها عطل و لا أعرف لما تفعله سبب"
و الساعة بغرور تقول :"أنا أنا ليس لي أقدام لكنني يمكنني أن أجرى بسرعة او أمشي ببطئ و أنا في مكاني، و أستطيع ان أُغير دقاتي كل يوم بل كل ساعة و كل دقيقة و كل ثانية ".
قال العجوز للساعاتي :" لم أعد أريد تلك الساعة فلم يعد لها فائدة هل تشتريها مني "
قطة في مقابل الساعة
قال الساعاتي :"حسنًا سآخذها لكني لن أدفع في ساعة ليست مظبوطة أي نقود لكنني سأُعطيك قطة من قططي "
فرح العجوز و قال :" و أنا موافق، لقد كنت آنس بدقات الساعة و يمكن للقطة أن تؤنسني بدلًا منها".
نهاية الحكاية
غادر العجوز و معه القطة و حين دخل البيت و رآه الفأر المغرور قفز و أختبأ و قال :"عاندت الساعة فعاندتني و بغروري تسببت في رحيل الساعة من البيت و مغادرتي، لا يمكنني البقاء في منزل فيه قطة "
غادر الفأر المنزل بعدما تسبب في رحيل الساعة و هكذا انتهت الحكاية.
تعليقات
إرسال تعليق