الغابة المسحورة
كان يا ما كان في قديم الزمان في غابة مسحورة، حيواناتها تتحدث و أشجارها تتحول و على اطرافها عاش صبي اسمه الشاطر حسن و اخته و اسمها جميلة مع جارتهما الشريرة بعدما سافر الاب و الأم للعمل منذ وقت بعيد و رغم انهما كانا يرسلان أموال كثيرة للجارة لترعا الشاطر حسن و جميلة إلا أنها كانت بخيلة و تقدم لهم أسوأ الطعام و تعاملهم معاملة سيئة و تقول لهما أنها من تصرف عليهما من أموالها، حتى أنها فكرت في التخلص منهما فلا تكون مضطرة لرعايتهما و تكون كل الأموال التي يرسلها الأبوان لها.
حيلة الجارة الشريرة
و في يوم من الأيام كان حسن و جميلة يلعبان فنادت الجارة على حسن وقالت :"عليك أن تخرج للعمل لتأتي بالمال فلن احتمل اكثر من ذلك"
قال حسن :"و ماذا أعمل"
قالت الجارة :"اذهب للبحيرة و اصطاد السمك و احضره لي لاطهوه لنا لنأكل، أو نبيعه و نأتي بطعام اخر"
خرج حسن ليصطاد و ترك اخته جميلة حزينة و خائفة على أخيها، و مشى حسن حتى دخل إلى الغابة السحرية فرأى بحيرة مياهها زرقاء و لامعة فجلس على صخرة امامها و رمى الصنارة و ظل يدعو الله ان يرزقه وفجأة شعر ان شيئًا قد علق بالصنارة فشدها بسرعة خارج المياة فوجدها سمكة ضخمة ففرح و وضعها في سلته و قام ليعود إلى بيته لكنه سمع صوت يناديه :يا صياد يا صياد.
السمكة و الجوهرة
تلفت الشاطر حسن فلم يجد مصدر للصوت غير السلة التي بها السمكة فكشف الغطاء عنها فوجد السمكة تقول :"يا صياد ما رأيك ان تتركني اعود للمياة و أدلك على جوهرة غالية ستجعلك غني جدًا"
قال حسن بدهشة :"سمكة تتحدث إن هذا عجيب"
قالت السمكة :"و الأعجب أن تُضحى بجوهرة غالية و تكتفي بوجبة سمك او بضع جنيهات ثمنًا لي إن بعتني في السوق"
فكر الشاطر حسن ثم قال :"و ما يضمن لي انك لا تخدعيني "
قالت السمكة :" لا شيء يضمن لك لكن فكر في كلامي تستطيع ان تصطاد ١٠٠٠ سمكة لكنك لن تجد جوهرة مثل التي سأدلك عليها "
وافق حسن و قال :" و أين أجد هذه الجوهرة "
قالت السمكة :" ارميني في المياة وسأخبرك "
ألقى حسن السمكة في المياة و لكنها بعدت بعيدًا فظن أنها خدعته لكنها قالت من بعيد :" يا صياد الجوهرة تحت الصخرة التي كنت تجلس عليها خذها و لا تعود ابدًا إلى هنا "
رفع حسن الصخرة فرأى شيئًا يلمع تحت التراب فحفر و استخرجها فوجدها جوهرة كبيرة تبدو غالية جدًا، فرح حسن و قال :" سأبيعها و أشتري منزلًا اكبر و اعيش انا و أختي حتى يعودا أبي و أمي"
و في البيت كانت الجارة تنتظر حتى تطمئن على ابتعاد حسن عن البيت لتُكمل خطتها و تتخلص من جميلة، قالت الجارة الشريرة لجميلة :"إننا سنموت جوعًا و أخوك لم يعود، أخرجي فابحثي عنه"
خرجت جميلة لتبحث عن أخيها حسن و مشت كثيرًا حتى وصلت للغابة المسحورة ولكنها تعبت فجلست تحت شجرة و فجأة تحولت الشجرة إلى مارد عملاق اخذ جميلة و تحول مرة أخرى لشجرة.
الذئب و سر كنز الغابة
و بينما حسن في طريق عودته إلى البيت إذا به يسمع صوت ينادي :" يا صياد يا صياد "
تلفت حسن فرأى ذئب قد تعلقت قدمه في مصيدة أحد الصيادين، تعجب حسن و قال :"ذئب يتحدث"
ثم قال :"ما ذا تريد أيها الذئب"
قال الذئب :"ما رأيك ان تساعدني لأتخلص من هذه المصيدة و سأقول لك سر"
قال حسن :"سر أي سر"
قال الذئب :"سر عن الكنز"
فكر حسن و تذكر السمكة و كيف دلته على الجوهرةو قال لنفسه :"لعل الذئب يعرف مكان جوهرة أخرى"
وافق حسن و حرر الذئب من المصيدة و جرى الذئب بعيدًا و انتظر حسن أن يخبره السر و بالفعل إلتفت الذئب و قال :" يا صياد السر هو أن المعروف لا يضيع أبدًا، و الكنز هو مساعدة الغير".
أبتعد الذئب و ترك حسن يشعر بالندم على مساعدته للذئب الذي ظن أنه خدعه فهو لم يخبره بمكان الكنز.
اكمل حسن طريقه حتى عاد إلى بيته و كان الوقت قد صار ليلًا، فلما دخل بحث عن اخته فأخبرته الجارة أنها صممت ان تخرج لتبحث عنه و قالت له ان عليه ان يخرج ليبحث عنها".
رحلة البحث عن الأخت
خرج حسن ليبحث عن اخته و مشى حتى وصل للغابة المسحورة و مشى ينادي و يقول :" يا جميلة يا جميلة أين أنت يا جميلة "
و فجأة سمِع صوت يقول :" يا صياد ما الذي عاد بك للغابة مرة أخرى ألم أخبرك ألا تعود إلي هنا "
نظر حسن فوجد السمكة التي انقذها تجلس على صخرة في ضوء القمر، تعجب حسن و قال في نفسه :"سمكة تجلس خارج المياة"
قالت السمكة :"لا تتعجب يا صياد، إن هذه الغابة سحرية و كل شيئًا فيها ليس كعادته، فأنا مثلًا يمكنني انا أبقى خارج المياة لكن في ضوء القمر، و الآن اخبرني لماذا عدت إلى الغابة"
قال حسن :"إنني ابحث عن اختي جميلة لقد خرجت لتبحث عني لما تأخرت و يبدو أنها قد ضلت طريقها"
قالت السمكة" سأساعدك كما ساعدتني من قبل "ثم قالت :" يا ضفدع "
و فجأة ظهر ضفدع أقدامه طويلة جدًا و قالت السمكة :" لقد ساعدت هذا الضفدع يومًا و سأطلب منه ان يساعدني اليوم، فالمعروف لا يضيع، أركب على ظهره و هو سريع جدًا و يقفز لأعلى مسافة و سيُسهل عليك إيجاد أختك ".
تعجب حسن مما قالته السمكة و تذكر ما قاله الذئب عن السر و ان المعروف لا يضيع، و قال :"لكن هذا الضفدع صغير جدًا فكيف اصعد على ظهره "
قالت السمكة :" أخبرتك أن هذه الغابة مسحورة و ليس هناك شيء على حقيقته.
اقترب حسن و وضع قدمه على ظهر الضفدع و فجاة وجد نفسه يركب الضفدع لا يعرف كيف حدث ذلك و بدأ الضفدع يقفز و يقفز و حسن ينادي على أخته و فجأة سمِع صوت يقول :"يا صياد يا صياد"
امر حسن الضفدع أن يتوقف و ليرى من ينادي فإذا به الذئب الذي انقذه، قال الذئب :"لماذا عدت إلى الغابة يا صياد"
قال حسن :"جئت ابحث عن أختي"
قال الذئب :"حسنًا سأساعدك كما ساعدتني من قبل فالمعروف لا يضيع" ثم نادى و قال :"يا عصفور"
و فجأة ظهر عصفور جميل، قال الثعلب :"لقد ساعدت هذا العصفور يومًا و سأطلب منه المساعدة الآن، أصعد على ظهره و سوف يطير بك لأعلى لتبحث عن اختك فوق الأشجار العالية "
تعجب حسن من كلام الذئب كيف يصعد على ظهر هذا العصفور الصغير لكنه تذكر كلام السمكة عن ان هذه الغابة مسحورة و كل شيئ فيها ليس على حقيقته فكما ركب على الضفدع يمكن للعصفور أن يطير به.
و بالفعل ركب حسن فوق العصفور الذي طار به لأعلى و أعلى و أعلى حتى أصبح كل شيء في الأسفل بحجم حبات الأرز و ظل حسن ينادي على أخته و فجأة سمع صوتها تقول :"أنا هنا أنا هنا"
نظر حسن فوجد أخته محبوسة في قفص في بيت في أعلى شجرة في الغابة و يجلس بالقرب منها مارد ضخم و هي خائفة منه.
قال العصفور لحسن :"الآن انتهت مهمتي فلقد وجدت أختك"
فكر حسن بسرعة و قال
قال حسن للعصفور :"ايها العصفور هل لك أن تساعدني و أُخبرك سر عن كنز "
قال العصفور بصوت مسموع :"أنا أُحب الأسرار حسنًا أنا موافق"
قال حسن :"أقترب من هذه الشجرة و ألتقط هذا القفص بمنقارك و اهبط بنا على الأرض ".
مساعدة الآخرين كنز
نفذ العصفور ما قاله حسن و بعدما هبطا إلى الأرض فتح حسن القفص لأخته و عانقها عناق طويل، ثم قال للعصفور :" أيها العصفور إن السر الذي أخبرتك عنه قد جعلني أمتلك جوهرة غالية جدًا و أعاد لي أختي مرة أخرى، السر ايها العصفور هو أن المعروف لا يضيع و مهما فعلت من خير و ساعدت الآخرين فستجد هذا الخير و ستجد من يساعدك"
سمع العصفور كلام حسن و ابتسم و قال :"لقد كنت أعرف هذا السر و انا من اخبرت به الذئب حين طلبت منه ان يساعدني يومًا ما"
طار العصفور بعيدًا و قرر حسن أن يذهب ليبيع الجوهرة و يشتري بيتًا يعيش فيه مع اخته جميلة بعيدًا عن جارتهم الشريرة حتى يعودا والداهما من سفرهما.
و هكذا انتهت الحكاية
تعليقات
إرسال تعليق